الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
لما لاحظ المعتمد
العباسي الذي كان قلقاً من شعبية الإمام ومحبوبيته ونفوذه الروحي في المجتمع انّ
اهتمام الناس وانجذابهم بدأ يزداد نحوه(عليه السلام) يوماً بعد يوم، وانّ للاعتقال
والاضطهاد مردوداً عكسياً، لجأ إلى الطريقة القذرة التقليدية وسمّ الإمام سراً.
وكتب عالم الشيعة الشهير الطبرسي: وذهب كثير من أصحابنا
إلى أنّه(عليه السلام) مضى مسموماً، وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئّمة ـ عليهم
السَّلام ـ(1).
وقال الكفعمي عالم الشيعة المعروف: إنّ المعتمد هو الذي
سمّه(2).
ويعتقد محمد بن جرير بن رستم الطبري العالم الشيعي في
القرن الرابع بأنّ الإمام العسكري(عليه السلام) استشهد مسموماً(3).
وممّا يدلّ على استشهاد الإمام على يد البلاط العباسي هي
التصرفات والأعمال التي قام بها المعتمد وجهوده في إظهار انّ موته كان بشكل طبيعي.
كتب ابن الصباغ المالكي أحد علماء أهل السنّة نقلاً عن
عبيد اللّه بن الخاقان أحد رجال البلاط العباسي والذي ذكرنا مدى إجلاله للإمام:
«... لقد ورد على الخليفة المعتمد أحمد بن المتوكل في
وقت وفاة الإمام العسكري ما تعجبنا منه، ولا ظننا انّ مثله يكون من مثله، وذلك
انّه لما اعتل أبو محمد(عليه السلام) ركب خمسة من دار الخليفة من خدام أمير
المؤمنين وثقاته وخاصته كلّ منهم نحرير فقه وأمرهم بلزوم دار الإمام وتعرّف خبره
ومشاركهم له بحاله وجميع ما يحدث له في مرضه ;وبعث إليه من خدام المتطببين وأمرهم
بالاختلاف وتعهده صباحاً ومساءً، فلمّا كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثاً أخبروا
الخليفة بأنّ قوته قد سقطت وحركته قد ضعفت وبعيد أن يجيء منه شيء، فأمر المتطببين
بملازمته وبعث الخليفة إلى القاضي بن بختيار عشرة ممن يثق بهم بدينهم وأمانتهم
يأمرهم إلى دار الإمام وبملازمته ليلاً ونهاراً فلم يزالوا هناك إلى أن توفي بعد
أيّام قلائل.
ولمّا رفع خبر وفاته ارتجّت سامراء وقامت ضجّة واحدة
وعطلت الأسواق وغلّقت أبواب الدكاكين، وركب بنو هاشم والكتّاب والقوّاد والقضاة
والمعدلون وسائر الناس إلى أن حضروا إلى جنازته، فكانت سامراء في ذلك شبيهاً
بالقيامة، فلما فرغوا من تجهيزه بعث الخليفة إلى عيسى بن المتوكل أخيه بالصلاة
عليه.
فلمّا وضعت الجنازة للصلاة دنا عيسى منه وكشف عن وجهه
وعرضه على بني هاشم من العلويةوالعباسية وعلى القضاة والكتاب والمعدلين فقال: هذا
أبو محمد العسكري مات حتف أنفه على فراشه، وحضره من خدام الخليفة فلان وفلان; ثمّ
غطى وجهه، وصلّى عليه، وأمر بدفنه...»(4).
ومن المؤكد انّ هذه الصلاة كانت تشريفية وشكلية وكانت
ضمن المخطط الذي مارسه الجهاز الحاكم للتغطية على استشهاد الإمام. وكما هو مشهور
لدى علماء الشيعة انّ الإمام المهدي ـ عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ صلّى على
أبيه الكريم بشكل خاص(5)،(6).
لا يوجد تعليق