الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
کان الامام الحسین بن علي عليه السلام، هو ثالث أئمّة أهل البيت الطاهر، و أحد سيّدي شباب أهل الجنّة(1)، و ريحانة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله(2)، و أحد الخمسة من أصحاب الكساء، و سيد الشهداء و ذبيح كربلاء الذي بذل مهجته لإصلاح أمة جده.
اسمه و نسبه (علیه السلام): أبو عبدالله الحسین بن علي بی ابی طالب علیهم السلام.
أمّه (علیه السلام): فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سيّدة نساء العالمين.
تاریخ و محل ولادته (علیه السلام): قال ابن شهرآشوب في المناقب: ولد عليه السلام عام الخندق بالمدينة يوم الخميس أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه بعشرة أشهر و عشرين يوما، و قال المفيد (ره) في الإرشاد: ولد عليه السلام بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، و قال الشيخ في المصباح: خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام إن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان و روى الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ولد الحسين بن علي عليهما السلام لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
بقي في بطن أمّه ستّة أشهر كيحيى بن زكريا على ما تناصرت به الأخبار (3)، فلمّا ولد جاءت به أمّه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى أبيها فسمّاه الحسين و عقّ عنه كبشا؛ ورد في بعض المصادر أن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لم أكن لأسبق محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) في تسميته، وقال محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) واني لا اسبق ربي بتسميته فاوحي اليه حسين، واسماء الامامان الحسن والحسين ابنا علي بن ابي طالب عليه السلام على أسماء شبر وشبير أبناء النبي هارون عليه السلام وهو اخ النبي موسى عليه السلام والامام علي أبا الحسن والحسين هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. و قد قال محمد(صلى الله عليه وأله وسلم) علي مني وانا من علي. وهو من سما الحسين وسمى أخاه الحسنولم يسبق لاحد ان سمى بهذا الاسم.
و قال أبي جعفر (عليه السلام): لمّا ولد الحسين (عليه السلام) هبط جبرئيل في ألف ملك يهنّون النبيّ بولادته، و كان ملك يقال له (فطرس) في جزيرة من جزائر البحر بعثه اللّه في أمر من اموره فأبطأ عليه، فكسر جناحه و أزاله عن مقامه، و أهبطه إلى تلك الجزيرة، فمكث فيها خمسمائة عام، و كان صديقا لجبرئيل، فلمّا مضى قال له: أين تريد؟ قال له: ولد للنبيّ مولود في هذه الليلة، فبعثني اللّه في ألف ملك لاهنّئه. قال: احملني إليه لعلّه يدعو لي.
فلما أدّى جبرئيل الرسالة و نظر النبيّ إلى فطرس، قال له: يا جبرئيل، من هذا؟ فأخبره بقصّته فالتفت إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: امسح جناحك على المولود. يعني الحسين (عليه السلام)، فمسح جناحه فعاد إلى حالته، فلمّا نهض قال له النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله): الزم أرض كربلاء و أخبرني بكل مؤمن رأيته زائرا إلى يوم القيامة.قال: فذلك الملك يسمّى عتيق الحسين (عليه السلام).(4)
كنيته (علیه السلام): أبوعبد الله.
ألقابه (علیه السلام): تتضمّن الأوصاف و الألقاب التي نعت بها سيّد الشهداء- و خاصّة في كتب الزيارة- آفاقا و أبعادا شتّى، و تعكس بأجمعها مقامه الرفيع، و منزلته العالية عند اللّه و رسوله و الأئمّة.
إليك فيما يلي جملة من هذه الصفات و الالقاب التي يمكن استخلاصها من خلال نظرة اجمالية إلى ما ورد في الروايات و زيارات «مفاتيح الجنان»:
الإمام، الشهيد، الرشيد، المظلوم، المقتول، المخذول، المهتضم، المجاهد، العابد، قتيل العبرات، اسير الكربات، صريع العبرة الساكبة، قتيل الكفرة، طريح الفجرة، قتيل اللّه، ثار اللّه، حجّة اللّه، باب اللّه، خالصة اللّه، ولي اللّه، صفي اللّه، حبيب اللّه، سفير اللّه، أمين اللّه، عبد اللّه، وتر اللّه، الدليل على اللّه، الداعي إلى اللّه، عبية علم اللّه، موضع سر اللّه، النور، الثائر، الطيب، الصدّيق، الطهر، الطاهر، المطهّر، عمود الدين، دليل العالم، شريك القرآن، الوصي المبلّغ، السبط المنتخب، سفينة النجاة، خامس أصحاب الكساء، سبط الرسول، سيّد شباب أهل الجنّة، قتيل الظمأ، غريب الغرباء، باب المقام، باب حكمة ربّ العالمين، الشاهد، الوارث، الوتر الموتور، خازن الكتاب المسطور، وارث التوراة و الانجيل و الزبور، سيّد الشهداء و ... الكثير من الألقاب و الصفات الاخرى(5).
و سيد الشهداء، من أشهر ألقاب الحسين بن علي عليه السلام التي جاءت في الروايات و في الزيارات نقلا عن الائمة.
قال الامام الصادق عليه السلام لام سعيد الأحمسية: «أ فلا اخبرك بسيد الشهداء؟ قالت: بلى. قال: الحسين بن علي. قالت: و انّه لسيّد الشهداء؟ قال: نعم.(6)
كان هذا اللقب للحمزة عمّ النبي الذي استشهد في معركة احد، إلّا ان بطولة الحسين و ايثاره و تضحيته جعلته يفوق سائر الشهداء، و جعلت لشهداء كربلاء أفضلية على الشهداء الآخرين، و سيكون هذا الفضل مشهودا يوم القيامة.
لقد أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بشهادة ولده نقلا عن جبرائيل، و قال داعيا له: «اللهم فبارك له في قتله و اجعله من سادات الشهداء»(7).
و قال ميثم التمّار في حديث له مع جبلّة المكية حول شخصية الحسين بن علي عليهما السلام: «ان الحسين بن علي سيد الشهداء يوم القيامة»(8).
نقش خاتمه: كان له خاتمان، فصّ أحدهما عقيق نقشه: إنّ اللّه بالغ أمره.
و على الخاتم الذي اخذ من يده يوم قتل: لا إله إلّا اللّه عدّة لقاء اللّه.(9)
من تختّم بمثلهما كانا له حرزا من الشيطان.
زوجاته(علیه السلام): ذهب الکثیر من المؤرخین و منهم الشیخ المفید فی کتابه الارشاد الى القول بان عدد زوجات الامام الحسین (ع) خمس زوجات،(10) هنّ:
1) لیلى بنت أبی مرّة بن عروة بن مسعود الثقفیة؛ و هی أم علی الاکبر، و قد اختلفت کلمة المؤرخین فی حضورها واقعة عاشوراء فمنهم من قال بحضورها و ذهب الآخر الى الشک و التردید فی حضورها.
2) إمرأة من قبیلة قضاعة؛ و هی أم ولده جعفر بن الحسین الذی مات فی حیاة ابیه و لم یعقب.(11)
3) الرباب بنت إمرئ القیس بن عدی الکلبیة؛ و هی أم کل من سکینة بنت الحسین و عبد الله (الرضیع). و قد شهدت مع الامام الحسین (ع) معرکة عاشوراء و حملت إلى الشام فیمن حمل من أهله، ثمّ عادت إلى المدینة، فخطبها الأشراف من قریش، فقالت: ما کنت لأتخذ حموا بعد رسول الله، (ص). و بقیت بعده سنة لم یظلّها سقف بیت حتى بلیت و ماتت کمداً، و قیل: إنّها أقامت على قبره سنة و عادت إلى المدینة فماتت أسفاً علیه.(12)
4) أم إسحاق بنت طلحة بن عبید الله التیمیة؛ و هی أم فاطمة بنت الحسین، و لم تشهد معرکة الطف.
5) شاه زنان(شهربانو) بنت کسرى یزدجرد؛ و هی أم الامام السجاد (ع) و قد اختلفت کلمة المؤرخین و الباحثین فی وجودها التاریخی و اسمها و نسبها اختلافاً کبیراً .(13)
اولاده (علیه السلام):«كان له ست بنين وثلاث بنات عليهم السلام: علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء والامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) و علی الاصغر(14) و محمد و عبدالله الشهيد معه و جعفر و زينب و سكينة و فاطمة عليهم السلام»(15). و جاء في كتاب السيرة: ان للحسين (ع) بنتا اسمها رقية و هي المدفونة بالشام في محلة الخرابة المشهورة بسوق العمارة.
مُدة عُمره ( علیه السلام ):توفّي الحسین و له من العمر ست او سبع و خمسون عاما.
تاریخ شهادته ( علیه السلام ):استُشهد ( علیه السلام ) يوم الجمعة و هو يوم العاشر من المحرم سنة احدى و ستين من الهجرة و المصادف في 10 اكتوبر 680 ميلادية، و ذلك بعد صلاة الظهر.
سبب شهادته ( علیه السلام): قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص، و خولي بن يزيد الاصبحي، و اجتز رأسه الشريف سنان ابن أنس النخعي، و شمر بن ذي الجوشن، و سلب ما كان له عليه إسحاق بن خويلد الحضرمي(عليهم لعائن اللّه، و قاتل الحسين (ع) كافر مخلد في النار )، و ذلك بعد قتال مرير غير متكافئ بينه و بين ألوف الجنود من جيش يزيد بن معاوية التي كان قد وجهها إليه عبيد اللّه بن زياد، عامل يزيد بن معاوية على العراق حين لم يكن مع الحسين إلا بعض أهل بيته، و منهم العديد من النساء و الأطفال. و لم يكن خارجا لحرب و إنما استجابة لرغبة أهل العراق في تجديد الأمر و النهي للّه و رجع الدعوة الإسلامية الى نبعها إرشادا و هداية و محافظة على الإسلام، غفر اللّه للجميع.(16)
محل دفنه ( علیه السلام): قد دفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق.
هذه لمحة عن حياة الحسین و ترجمته. و تركنا الكثير ممّا يرجع إلى جوانب حياته، خصوصاً ما نقل عنه من الخطب و الرسائل و الكلم القصار، و من أراد التفصيل فليرجع إلى تحف العقول (17) فقد ذكر قسماً كبيراً من كلماته.
لا يوجد تعليق