الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
من جملة ما تدل علی محبة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لعلی بن ابی طالب تسمیته بأبى تراب؛ و هي احب كناه إليه لأن النبي (ص) كناه بها حين رآه ساجدا معفرا وجهه في التراب؛
وصرح بها و سببها کثیر من المحدثین من الخاصة و العامة:
من طريق الخاصة: ابن بابويه قال: حدثني أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان، حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي قال: قلت لعبد اللّه بن عباس: لم كنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض، و حجة اللّه على أهلها بعده، و به بقاؤها، و إليه سكونها، و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: «إنه إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد اللّه تبارك و تعالى لشيعة عليّ من الثواب و الزلفى و الكرامة قال: يا ليتني كنت ترابا(أي ترابیا)، أي من شيعة عليّ و ذلك قول اللّه عز و جل: وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً.(1)
و قيل في سبب هذه الكنية أن النبي (ص) قال لعلی (ع): يا علي اوّل من ينفض التراب عن رأسه أنت.
و من طريق العامة ایضا کثیر من المحدثین اشار بمحبة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لعلی بن ابی طالب و تسمیته بأبى تراب:
قال ابن عبد الوهاب المصري في «نهاية الارب»: كنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عليّا رضي اللّه عنه أبا تراب.
و عباس أحمد صقر و أحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 2 ص 707 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم(لعلی): ان أحق أسمائك أبو تراب؛ و قالا أيضا في ج 8 ص 412: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: ان أحب أسمائك أبو تراب، أنت أبو تراب.
و قال جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 122 نسخة مكتبة اسلامبول): روي عن علي(ع) قال: طلبني النبي صلى اللّه عليه و سلّم فوجد في جدول نائما فقال: قم ما ألوم الناس أن يسمونك أبا تراب، فرآني كأني قد وجدت في نفسي من ذلك، فقال: قم فو اللّه لأرضينك، أنت أخي في الدنيا و أبو ولدي، تقاتل عن سنتي فتبرئ عن ذمتي، من مات في عهدي فهو كنز اللّه، و من مات في عهدك فقد قضى نحبه، و من مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن و الايمان ما طلعت شمس أو غربت، و من مات يبغضك مات ميتة جاهلية و حوسب بما عمل في الإسلام.
و روی الطبرانيّ في «المعجم الكبير» بسند عن ابن عمر قال: بينما أنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في ظل بالمدينة و هو يطلب عليا رضي اللّه عنه إذ انتهينا الى حائط فنظرنا فيه فنظر الى علي و هو نائم في الأرض و قد اغبر، فقال:
لا ألوم الناس يكنونك ابا تراب. فلقد رأيت عليا تغير وجهه و اشتد ذلك، فقال: ألا أرضيك يا علي؟ قال: بلى يا رسول اللّه. قال: أنت أخي و وزيري تقضي ديني و تنجز موعدي و تبرئ ذمتي، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه، و من أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمن و الايمان، و من أحبك بعدي و لم يرك ختم اللّه له بالأمن و الايمان و أمنه يوم الفزع الأكبر، و من مات و هو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسبه اللّه بما عمل في الإسلام.(2)
و روی احمد بن حنبل بسند عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و علي رفيقين في غزوة ذات العشيرة فلما نزلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل فقال لي علي: يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا و علي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء(3) من التراب فنمنا فو اللّه ما أهبنا إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يحركنا برجله و قد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعلي: «يا أبا تراب» لما يرى عليه من التراب، قال: «ألا احدثكما بأشقى الناس رجلين؟» قلنا: بلى يا رسول اللّه قال: «احيمر ثمود الذي عقر الناقة، و الذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبتل منه هذه يعني لحيته»(4).
و روي هذا الحديث إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين بإسناده المتصل عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و علي عليه السّلام و ساق الحديث إلى آخره(5).
و قال الأسفرايني في «معالم الإسلام»: روى عمار أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى عليا نائما في بعض الغزوات على التراب، فقال: مالك يا أبا تراب.
و قال البخاري في «صحيحه» (ج 5 ص 18 ط المنيرية بمصر): حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد، فقال: هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليّا عند المنبر، قال: فيقول ما ذا؟ قال: يقول له: أبو تراب، فضحك، قال و اللّه ما سماه إلّا النّبي صلّى اللّه عليه و سلم، و ما كان له اسم أحبّ اليه منه، فاستطعمت الحديث سهلا و قلت يا أبا عباس: كيف؟ قال: دخل عليّ على فاطمة ثمّ خرج فاضطجع في المسجد، فقال النّبي صلّى اللّه عليه و سلم: أين ابن عمّك؟ قالت: في المسجد، فخرج اليه فوجد ردائه قد سقط عن ظهره و خلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره، فيقول: اجلس يا أبا تراب مرّتين.
لا يوجد تعليق