تخمين زمن المطالعة:1 الدقيقة
15 / ما مفهوم البصر و السمع لله تعالى؟
الخلاصة : الجواب:
البصر و السمع فى البشر کما قيل آنفاً، لکنّ المقصود من توصيف الله بهاتين الصفيتن هو أنّ جميع المرئيات و المسموعات حاضرة لديه، و لا يغفل الله عنها أبداً، و بعبارة أخرى ما يراه أو يسمعه الآخرون بعيونهم و آذانهم يعلمه هو بعلمه اللامتناهي.
لأجل هذا يعيد علماء العقائد و المذاهب حقيقة هاتين الصفتين الى «العلم اللامتناهي» لله جل و علا و يقولون: النتيجة التي يحصل عليها إنسان بصير و سميع ـ بعد النشاطات الکثيرة التي تبذلها الأعضاء الخاصة للبصر و السمع ـ هى الاطلاع على المرئيات و المسموعات، فکلما اطلع وجود مثل الله بدون استعمال عضو أو نشاط فيزياوي على المرئيات و المسموعات بصورة کاملة قطعاً يصح لنا القول: بصير و سميع.
حتى حقيقة البصر و السمع في الانسان هي الاطلاع على المرئيات و المسموعات، و جميع النشاطات العضوية مقدمة للبصر و السمع. کلما استطاع فرد ـ بدون الحاجة الى هذه المقدمات ـ أن يدرک المرئيات و المسموعات يمکن أن يقال عنه سميع و بصير بطريق أولى.
بما أنّ الانسان موجود مادي و لا يستطيع أداء عمل بدون الوسائل المادية لامناص له من استعمال الأعضاء و الأدوات المادية و نشاطاتها الخاصة للوصول الى النتيجة المطلوبة و هي إدارک المبصرات و المسموعات، لکنّ الله أرفع من المادة و لا يحتاج الى شيء للادارک، فيحضر العالم بجميع وجوهه المختلفة بين يديه، لذا يمکنه أن يکون سميعاً و بصيراً بلاحاجة الى أي مقدمة، لأنّ جميع المرئيات و المسموعات حاضرة لديه و هو يعلم بها جميعاً.
السؤال:
نقرأ في کتب العقائد أنّ احدى صفات الله کونه بصيراً و سميعاً; الآن يطرح هذا السؤال، کيف يمکن وصف الله بهاتين الصفتين مع أنّ حقيقة البصر ليست إلاّ انعکاس تصوير الأشياء عن طريق بؤبؤ و عدسة العين على الشبکية ثم ترسل أعصاب البصر ذلک الى المخ، و کذلک واقعية السمع هي أنّ الامواج الصوتية تصل الى الأذان التي تمتلک غشاءاً و عظاماً و أعصاباً خاصةً ثم ترسل من هناک الى المخ، في هذه الحالة کيف يمکن توصيف الله بهاتين الصفتين، و هو منزه عن هذه الموضوعات ؟
لا يوجد تعليق