سؤال:
هل أنّ الذات الإلهية محدودة أم لا؟ و بغض النظر عن ذلک، هل أنّ عقلنا و فکرنا محدود في وظائفه أم لا؟ و هل يستطيع الوجود المحدود أن يعي کيفية الوجود غير المحدود؟
الجواب:
للإجابة على هذه الأسئلة و ما شابهها، نلفت إنتباه القراء الأعزاء الى النقاط التالية:
أثبت في بحثو معرفة الله و صفاته أنّ الله تعالى وجود غير متناه أي بلا نهاية و غير محدود من جميع الجهات: غير محدود من جهة الوجود، غير محدود من جهة العلم و القدرة، غير محدود من جهة الزمان و المکان، لايوجد مکان ليس فيه الله، و لا زمان لا يوجد فيه الله، لاشيء لايعلمه الله، و لا عمل لايستطيع أداءه (غير الممکن ذاتاً له بحث آخر طبعاً).
بناءاً على ذلک الله هذا وجود مطلق و غير محدود و لامتناه في جميع الجهات، و هذا مبدأ رئيسي في جميع البحوث المتعلقة بصفات الله جل و علا، و غالباً ما يستند العلماء على هذا المبدأ في إثبات صفات الله تعالى.
بغض النظر عن وجود الله، کل شيء في هذا الکون محدود من جهة الزمان و المکان، أو محدود من جهات أخرى.
بديهي أن لايتسطيع الموجود المحدود إدراک الوجود غير المحدود کما هو أبداً، لذا نقول إدراک الذات المقدسة لله تعالى کما هي غير ممکن للبشر; علمنا بذلک الوجود اللامتناهي علم إجمالي، نعلم أنّه موجود، نعلم أنّه ذو علم و قدرة، نعلم أنّ لديه جميع صفات الکمال، لکنّنا نجهل خصوصيات کونه و علمه و قدرته (و بعبارة أصح نجهل کنه ذاته و صفاته).
ليست الذات الالهية مجهولة بالنسبة لنا فحسب، بل إنّنا نجهل حقائق الکثير من الموجودت المحيطة بنا في هذا العالم.
فلم يدرک البشر حقيقة الحياة أبداً; کنه قسم کبير من الموجودات غير واضح بالنسبة لنا، نحن نعرف أولئک من خلال آثارها الخاصة فقط، و نجهل ذاتها و هيتها الواقعية، توقع الاطلاع على واقع جميع أشياء العالم من البشر المحدود و المجهز بوسائل محدودة جداً توقع في غير محله.
فکرنا کالمکيال المعين و الذات الالهية غير المحدودة کالمحيط الامتناهي، هل يمکن وضع المحيط في مکيال معين؟
من جهة التصور لايمکن لأي محاط أن يدرک الوجود المحيط به من جميع الجهات.
هل يستطيع الجنين (لوکان له عقل) أن يتصور و الدته و هيئتها و بقية مواصفاتها؟
کلا طبعاً; لأنّه على رغم أنّ کليهما محدودان، لکنّ الجنين محاط و الأم محيطة به; فمع هذا کيف يمکن توقع إحاطة الانسان بذات الإله غير المتناهية و إدراک حقيقته وکنه ذاته؟!
سؤال:
هل أنّ الذات الإلهية محدودة أم لا؟ و بغض النظر عن ذلک، هل أنّ عقلنا و فکرنا محدود في وظائفه أم لا؟ و هل يستطيع الوجود المحدود أن يعي کيفية الوجود غير المحدود؟
الإمام علىٌّ(عليه السلام)
بالإيثار يُسْتَحَقَّ اسمُ الکَرَمَ
با ايثار است که نام بخشندگى سزامند (آدمى) مى شود
ميزان الحکمه، جلد 1، ص 24
لا يوجد تعليق